--------------------------------------------------------------------------------
توفي في دمشق فجر أمس الفنان العراقي القدير راسم الجميلي عن عمر ناهز التاسعة والستين. وبوفاته يكون المسرح العراقي والتلفزيون قد فقد واحداً من ألمع نجوم الكوميديا، الذي طالما تميز بأدواره المسرحية وأعماله الدرامية التلفزيونية التي كانت ميزته فيها تلقائيته الجميلة وسمته الكوميدية،
التي أهلته لان يكون في مقدمة الفنانين الذين حاولوا زرع البسمة على وجوه المشاهدين.وتوفي الجميلي بعد وعكة صحية مفاجئة ادت الى اصابته بتلوث بالدم، حسبما افادت عائلته. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كان الجميلي قد ادخل قبل نحو عشرة ايام العناية المركزة في احد مستشفيات دمشق، بعد المرض المفاجئ.ولد الجميلي في محلة سراج الدين ببغداد عام 1938،
وتشكلت طفولته في (عكد الدوكجية) فانطبعت ذاكرته ـ كما قال ذات مرة ـ بـتفاصيل كثيرة عن الشخصيات والعادات والسلوكيات اليومية، التي تمتاز بالبساطة والعفوية، مما افاده في اعماله المسرحية والتلفزيونية، موظفاً مشاهدها في ما جسده من ادوار فنية، خصوصا شخصية «أبو ضوية» في مسلسل «تحت موسى الحلاق»،
فقد تركت هذه الشخصية أثرا كبيرا في نفوس المشاهدين، حتى اصبح الاسم «أبو ضوية» لصيقاً به. وكما قال يوماً «انني أفرح كثيرا حين يناديني أحد ما بـ«أبو ضوية»، فهذا يعني أنني تركت انطباعا حسنا لديه، وهو في نفس الوقت الجانب المضيء في شخصيتي المهنية»
.بدأت علاقة الجميلي بالتمثيل في سن مبكرة من حياته، الا ان شخصيته الفنية لم تتبلور الا بعد دراسته المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، التي تخرج فيها عام 1964. انتمى بعد ذلك الى «فرقة 14 تموز» للمسرح،
ثم دخل التلفزيون من باب اهتماماته الفنية، وقال بهذا الخصوص ان «من الطبيعي للفنان او الممثل بالذات ان يخوض التجارب المتعددة التي تحيط بفنه، فكان دخولي التلفزيون مسألة طبيعية، كوني أصبحت من الممثلين المعروفين، فضلا عن ان التلفزيون بدأ بالانتشار، وأول عمل لي في التلفزيون كان (حياة العظماء)، الذي كان يقدمه المرحوم د. عزيز شلال،
وقد أسند إليّ فيه دور والد حاتم الطائي.. ثم توالت الأعمال وتنوعت، ولا أستطيع الآن ذكر عدد الأعمال التي اشتركت فيها.. فهي كثيرة».وقد ارتبط اسمه لفترة طويلة ببرامج الأطفال، خصوصاً يوم انيطت به مهمة إدارة قسم برامج الأطفال، وقال عن تلك المرحلة من حياته الفنية «ولإحساسي بضرورة الاهتمام بشكل جيد بهذه البرامج،
قدمت دراسة كاملة عن تهيئة هذه البرامج، ومنها برنامج المسابقات الذي اكتسب شهرة واسعة لدى الصغار والكبار وفي كل محافظات
العراق». اصبح الجميلي عضواً في الفرقة القومية للتمثيل، التي قال عنها إنها «قدمت العلامات المضيئة في المسرح العراقي» . وقد طبق الجميلي ذلك على نفسه. فهو بعد ان اضطر مع فنانين اخرين الى مغادرة العراق والاستقرار الوقتي في دمشق، راح يواصل عمله من هناك، وكان اخر لقاء له مع المشاهدين في المسلسل الدرامي الساخر: «انباع الوطن»،
الذي قدمته قناة «الشرقية» الفضائية قبل اقل من شهرين، وهو مسلسل ارتفع فيه مؤشر النقد السياسي الموجه للحكومة العراقية الحالية والاطراف الاخرى الداخلة في العملية السياسية الحالية. وقدم رئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني تعازيه الى عائلة الفقيد وأمر بنقل جثمانه من العاصمة السورية دمشق الى بغداد وعلى نفقة الحكومة العراقية.
رحمة الله عليه
الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 6:01 am
